اكتشف ما إذا كان مؤشر الخوف والجشع أداة موثوقة لقياس معنويات السوق أم أنه مجرد مؤشر مبالغ فيه آخر له استخدام محدود في العالم الحقيقي.
مؤشر الخوف والجشع هو أداة مصممة لقياس معنويات المستثمرين في الأسواق المالية. ويهدف إلى تحديد مقدار الخوف أو الجشع الذي يُحرك سلوكهم حاليًا. الفكرة بسيطة: عندما يكون المستثمرون خائفين، قد تكون الأسواق مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، وعندما يكونون جشعين، قد تكون الأسواق مقومة بأكثر من قيمتها الحقيقية.
هذا المؤشر، الذي ابتكرته CNN Business في الأصل، يستخدم عدة مدخلات لتحديد ما إذا كان السوق مدفوعًا بالخوف أم الجشع. تشمل هذه المؤشرات زخم أسعار الأسهم، والتقلبات، واتساع السوق، ونسب البيع والشراء. والنتيجة هي درجة تتراوح من 0 إلى 100، حيث تشير الأرقام المنخفضة إلى خوف شديد، بينما تشير الأرقام المرتفعة إلى جشع شديد.
بالنسبة للمتداولين والمستثمرين الذين يحاولون قياس مزاج السوق، يُقدم مؤشر الخوف والجشع ملخصًا مُيسّرًا. لكن يبقى السؤال: هل هو تحليل قيّم أم مجرد لمحة عاطفية؟
لتقييم مدى فائدة مؤشر الخوف والجشع، من المفيد فهم آلية عمله. يجمع المؤشر عادةً بيانات من سبعة مؤشرات رئيسية، تشمل زخم السوق، وقوة أسعار الأسهم، وتقلبات السوق، والطلب على الخيارات، وتدفقات أصول الملاذ الآمن، واتساع السوق، والطلب على السندات غير المرغوب فيها.
يُحدَّد لكلٍّ من هذه المؤشرات قيمةٌ بناءً على بيانات السوق الحالية. ثم يُحسب متوسط هذه القيم للحصول على النتيجة النهائية. تشير القراءة بين ٠ و٢٥ إلى خوفٍ شديد. وتشير الدرجات بين ٢٥ و٥٠ إلى خوفٍ متوسط، بينما تشير أي قراءةٍ أعلى من ٥٠ إلى جشعٍ شديد. وتُعتبر القراءات التي تزيد عن ٧٥ جشعًا شديدًا.
يمنح هذا النهج المؤشر مكانةً فريدةً كأداةٍ قائمةٍ على المشاعر. فعلى عكس التحليل الأساسي أو الرسوم البيانية الفنية، يُركز مؤشر الخوف والجشع بشكلٍ كاملٍ على علم النفس.
يكمن جزء من جاذبية مؤشر الخوف والجشع في بساطته. فبنظرة واحدة، يمكن للمتداولين تكوين فكرة عن المزاج العام في السوق. وهذا مفيد لمن يدمجون التفكير المخالف للاتجاه السائد في استراتيجياتهم. على سبيل المثال، عندما يُظهر المؤشر خوفًا شديدًا، قد يبحث بعض المتداولين عن فرص شراء، متوقعين أن السوق مُقَيَّم بأقل من قيمته الحقيقية. في المقابل، قد يدفع الجشع المفرط الآخرين إلى جني الأرباح أو تقليل المخاطر.
كما أنه يُساعد على إزالة التحيز العاطفي من قرارات التداول. بالاعتماد على مقياس مُنظّم للمشاعر، قد يقلّ احتمال تصرف المتداولين بناءً على حدسهم وحده.
على الرغم من شعبيته، يعاني مؤشر الخوف والجشع من عدة قيود تجعل بعض المستثمرين يشككون في فعاليته. أبرزها أنه مؤشر متأخر. ولأنه يعتمد على بيانات السوق المتاحة بالفعل، فإنه يعكس المشاعر التي برزت بالفعل، بدلاً من التنبؤ بما سيحدث لاحقًا.
هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن المؤشر قد لا ينطبق بالتساوي على فئات الأصول. فرغم أنه صُمم مع مراعاة أسواق الأسهم، إلا أن تطبيقه على أسواق السلع أو العملات الأجنبية أو العملات المشفرة قد لا يُعطي قراءات دقيقة للمشاعر. وقد يحتاج المتداولون في هذه الأسواق إلى البحث عن أدوات أكثر ملاءمةً.
هناك أيضًا مسألة المبالغة في التفسير. قد يُبالغ بعض المستثمرين في تقدير أهمية المؤشر، معتبرين إياه مؤشرًا معزولًا. ولكن، كما هو الحال مع جميع مؤشرات السوق، ينبغي استخدام مؤشر الخوف والجشع في سياقه، إلى جانب التحليل الفني، وبيانات الاقتصاد الكلي، وبيانات المخاطر الفردية.
تعتمد قيمة مؤشر الخوف والجشع بشكل كبير على كيفية استخدامه. بالنسبة للمتداولين الذين يدركون دوره كمقياس للمزاج وليس كإشارة تداول، يُمكن أن يُقدم رؤى مفيدة. قد يُساعد في تحديد اللحظات التي يكون فيها السوق في ذروة انفعالاته، مُشيرًا إلى الحذر أو الفرصة.
بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، قد يكون هذا بمثابة تذكير بعدم السعي وراء الأداء أو الذعر خلال فترات الركود. إن رؤية قراءة "خوف شديد" خلال تصحيح السوق قد يعزز النهج المنضبط، ويشجعهم على الالتزام باستراتيجية طويلة الأجل بدلاً من البيع في حالة ذعر.
مع ذلك، لا يُنصح باستخدام مؤشر الخوف والجشع كمُدخل أساسي لتوقيت السوق. فهو لا يأخذ في الاعتبار التقييمات، والأرباح، والبيانات الاقتصادية، وسياسات البنوك المركزية، والتي تلعب جميعها دورًا هامًا في تحديد اتجاه السوق.
فهل مؤشر الخوف والجشع مجرد دعاية أم أنه مفيد؟ قد يكون الجواب في مكان ما بينهما. فهو أداة مستقلة، وله عيوبه. فهو لا يتنبأ بتحركات السوق بدقة، ويُنظر إليه على أنه صورة سريعة لنفسية المستثمر وليس خارطة طريق.
مع ذلك، عند استخدامه بحكمة، يُمكن أن يُشكّل مؤشر الخوف والجشع إضافةً قيّمةً لعملية اتخاذ القرارات. فهو يُضيف منظورًا واضحًا، خاصةً خلال فترات التقلبات التي تشتد فيها المشاعر ويصعب فيها إيجاد الوضوح.
في نهاية المطاف، مؤشر الخوف والجشع ليس بمثابة كرة بلورية، ولكنه يوفر منظورًا فريدًا لرؤية معنويات السوق. وكما هو الحال مع جميع الأدوات، فإن فعاليته تكمن في كيفية وتوقيت استخدامه.
إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.
تعرف على كيفية قياس ومراقبة وإدارة المخاطر المضاربية في التداول باستخدام أدوات وتكتيكات وضمانات نفسية مجربة.
2025-07-21هل أنت جديد في عالم التداول؟ اكتشف أفضل 10 مؤشرات تحليل فني للمبتدئين لاتخاذ قرارات دخول وخروج أكثر ذكاءً في عام 2025.
2025-07-21بعد ارتفاع بنسبة 188%، يتساءل المستثمرون عن مصير سهم Opendoor. تعرّف على خيارات الشراء، أو الاحتفاظ، أو البيع في ظلّ سوق اليوم المتقلّب.
2025-07-21